٤.٤.٠٩

غفوة في حضنٍ هاديء


تستند برأسها إلى حضن آلتها الموسيقية، هي من تسمع هذه الهمسات الخجولة داخلها، وحدها هي من تبادلها العشق، تغلق عينيها لتستحضرها أمامها، تناجيها حتى تحن إليها وتبادلها الاحتضان. و...
تبدأ في العزف.
=-=
واحدة من أكثر الأمنيات التي أتتني يوماً كانت أن أكون قادراً على خلق ذلك السحر، وهذا الهدوء الجميل الذي يصاحبني حين أستمع إلى قطعة موسيقية تنقر كل أوتاري أنا، وتعرف تماماً ما تبحث عنه فيَّ...
لو كنت أقدر انا على خلق مثل هذا الإبداع... فقط... أنى لي ذلك !
الفكرة تسيطر علي تماماً من جديد، لتلك الحميمية التي صاحبتني في إثر حضور حفل عمر خيرت الشهر الماضي في الإسكندرية، الجو شديد
السحر، خلاق لأقصى حد، والأهم...
Serenity الـ
كم هائل من الصفاء والهدوء البادي على وجوه كل من حولي... والأجمل في تلك الهالة حول كل العازفين

أكيد أكيد، أني لو أتيحت لي الفرصة لن أدع الفرصة تفوت على أبناءي... خسارة أن يضيع منهم مثل هذا العالم، سماعه، خلقه، حتى فقط التواجد في إطاراته...
ولو كان بيدي ... كنت بدأت أنا ... منذ ألف عام.
=-=

أترككم مع معزوفة -جديدة علي- لعمر خيرت، كانت أول مرة أسمعها يوم الحفل، وعن حق... هي تجيب كل ما في داخلي الآن ، لعلكم تفهموني من خلال كلماتها.:




=-=
هامش :
الصورة الملحقة


٦.١.٠٩

~ولمن أعود ؟~




.... "ولمن أعود بأي حال! "... ترن في أذنيه طوال الوقت... عاف السؤال عن الكيف أو المتى... حين أحتلت الـ"لمن" كل زوايا وجدران عقله
يلملم وريقاته من هنا وهناك... وريقات كتبها هو، وأخريات كتبتها له هو... وكثيرات كتبها آخرين...
يتربع الأرض أمامه، يرنو للسماء حيث تــَألـَق أمامه نجوم تحمل اسمه...
يتذكر يوم أسهب في السرد إليها عن حكايا النجوم وحكاية اسمه، وكيف في إحدى وريقاته خط لها رسم السماء، وأينه من كل هذا الأسود اللانهائي.
ليته أخبرها أن رسم السماء هو ما يراه في عينيها... وأنها تحتوي كل النجوم بين كفيها... ثم سكت.
ينثر ما بيديه في الهواء ويغمض عينيه... يبتسم إذ ما تهطل عليه الوريقات من كل جانب فتمسح على خديه، شفتيه وصفحة وجهه.
يفتح عينيه على الأوراق فيجدها تتشكل أمامه على شكل ابتسامة -ابتسامتها له- فتلمع عينيه بدموع الفكرة...
يمد يديه يلاعب أوراق هنا، حكايا هناك، مسودات ورسمات مفردة... فيصاغ أمامه وجهها باستدارة البدر...
جبينها عاجي لامع من أوراق كتبتها هي فأنارت كل ما حولها..
عيونها من لوحاتٍ قابلته فلم تترك ذاكرته يوماً..
ودقائق الوجه من أوراق له اهتم فيها بكل التفاصيل فلامه كل الآخرين عداها..
ابتسامتها ... لازالت تزين كل ما أمامه.

يزفر بالرغم عنه وينكس رأسه أرضاً... فيلمح تقطيبة في أوراقها لـ"ـتكشيرة" يعرفها جيداً حين يغيظها.
يذوب تماماً ككل مرة تكشر له، يعرف أنه لا مناص من التسليم، فكل دفاعاته تسقط إن أحزنها...
يمد يديه... يشكل من كل الأوراق أمامه حضناً لها، وفيه ينام.... يغمض عينيه وهو يتمتم في أذنها:
..."ولو أعود لكِـ وحدكِ ... يكفيني."

=-=


ولمن أعادني هنا بعد ابتعاد فابتعاد آخر...
ألف زهرة.
ولمن تـُحرك كلماته كل خلاياي أن "أكتب.. أكتب"... ولو فقط.. من أجله وكلماته...
ألف زهرة.
ولمن ملكني يوماً... فصنعني دائماً... وإليه أعود إن أردت أن أكون...
ألف ألف زهرة.
ولكم أنتم... بعض مما بقى.
=-=
ســأعود ... له، وله، وله...
ولكم... إن كنتم بعدكم هنا... واهتممتم.
=-=
باسمـ




=-=



هامش لإحقاق الحق:



=-=